الأسباب الدافعة للعنف الأسري ضد المرأة

للعنف أسباب عدة نجملها بالآتي:

أولاً: أسباب العنف الأسري تعود للمرأة المعنقة:

  1. الحب المفرط المؤدي للغيرة الزائدة: إن حب المرأة بصورة  غير معقولة وغيرتها غير المتوازنة قد تكون مصدر ازعاج بالنسبة لزوجها مما تضطر الرجل إلى أن يبدي استياءه من تصرفات زوجته تارة بتركها والتغاضي عن تصرفاتها وأخرى بألفاظ العتاب وبالتالي تتطور الأمور إلى استعمل العنف اللفظي والنفسي بل والضرب إلى تطور الحال ولذا فمن السليم أن توازن المرأة بين جميع الأمور وأن تضبط نفسها ومشاعرها حتى تنعم بالأمن الاسري والاستقرار النفسي.

في الغالب يحدث العنف الأسري في العلاقات التي يكون فيها طرف واحد على              الأقل يشعر بالحب تجاه الطرف الأخر ويريد للأمور أن تسير بالشكل الصحيح ولا              يريد أن يفقد المحبوب([1]).

  • خوف المرأة على مستقبلها ومستقبل أولادها: الخوف أحد بواعث العنف ، غير النساء المعنِّفات لايطلبن المساعدة أو كشف الحقيقة لأن ذلك في اعتقادهن “سيؤدي إلى ازدياد وتيرة العنف، وقد أثبتت الملاحظات ذلك وتبين أن اخطر مرحلة بالنسبة للمرأة هي خلال محاولتها الانفصال عن المعنِّف؛ تكون المرأة غير مستقرة أو قادرة اقتصاديا مما يدفعها إلى الاعتقاد بعدم وجود مخرج آخر غير البقاء واحتمال ما يحصل خصوص اً في حالة وجود أطفال”([2]).
  • سوء خلق المرأة: يتسبب سوء معاملة المرأة لزوجها انعكاسات تعود عليها بموجات عنف ورفض وعدم تقبل من الزوج، مما قد تسبب ردة فعل تتخذ إحدى صور العنف كالعنف اللفظي أو المشاعري وأشدها قد يصل إلى العنف الجسدي ومن الضروري أن تتنبه المرأة لهذا السبب الذي يتطلب منها أن تحسن من تعاملها مع زوجها وأن تتفانى في خدمته وطاعة ما يأمر به بحدود المعروف كما احترام الزوج واحساسه بأنه ذو مرتبة عليا وعدم الانتقاص من شأنه يولد الحب والانسجام مع المرأة ويجعل العنف لا محل له في اسرة ينسجم ركنيها الاساسيين الزوج والمرأة.
  • السلوك الخاطئ للمرأة في تربية الأولاد: من الأمر التي يعتني بها الرجل ويحبها هي حسن تربية الأولاد وحسن معاملتها والقيام بشؤنهم من ترتيب وتنظيم وتعويدهم على الاخلاق الكريمة والسلوك الفاضل وكلما اعتنت المرأة بهذه الجزئية كلما عكس ذلك تقدير الزوج لها وبالمقابل اهمال الزوجة لتربية الأبناء يولد صورة استياء لد الزوج مما يضطره للتعبير عنه بحالة من حالات الانفعال والعنف.
  • ضعف قدرات المرأة في تحمل المسؤوليات الزوجية: من الاسباب التي تؤدي إلى العنف قدرات المرأة الضعيفة للتعامل مع المسؤوليات العائلية ففي اتفه الأشياء تقع تستدعي المرأة زوجها لحلها اضف مما تجعل الزوج مشتت الذهن بين متطلبات العمل ومتطلبات العائلة وبكثرة الضغوطات وازدحام الاحتياجات الأسرية مع سلبية المرأة في التعامل معها يبرز العنف للواجهة في الاجواء الاسرية.
  • 6.    مرض المرأة الذي يعيقها عن القيام بأداء واجباتها الزوجية: إن مرض المرأة يعد احد الأسباب الداعية للعنف خاصة إذا كان مرض المرأة مزمناً وهذه حالة طبيعية تجعل الرجل يتعامل مع زوجته معامل جافة خالية من بعض العاطفة المشبعة بل ربما يقدم الرجل بتعويض ما نقصه من خلال الزواج وتعدد الزوجات نظراً لحاجة الرجل لإشباع رغباته وعواطفه الطبيعية وبالتالي تنظر المرأة بقلة اهتمام لها وربما حب لنساء الاخريات فيقع شيء من العنف نتيجة لذلك.
  • استسلام المرأة للعنف الموجه لها: إن استسلام المرأة المعنفة وقبولها لسلطة الذكورية والتبعية التقليدية، وتقمص الشخصية المثالية “أنها مطيعة ومستسلمة، فيكون من السهل السيطرة عليها وقبولها للسيطرة الرجولية والتفوق الذكوري ولديها تقدير ذات متدني، وشعورها بأنه ليس لديها حقوق انسانية أساسية وأنها عديمة القيمة والفائدة وقبولها الشعور بالذنب حتى عندما لا يكون هناك شيء خاطئ ولديها توقعات غير واقعية حول أن الأمر سيصبح أفضل([3]).
  • ترك المرأة المعنفة حقها في الشكوى للجهات المختصة: في العادة يلجئون إلى الاستسلام وعدم المقاومة أو على الأبعد يلجئون إلى البكاء أو الصراخ والتذمر بشكل من الأشكال لكن دون الشكوى إلى الجهات المختصة إلا بنسبة قليلة جداً مع أن هذه النسبة القليلة تزداد شيئاً فشيئاً لازدياد الوعي بالحقوق، ويبدو أن عدم المقاومة أو حتى الشكوى مرجعه إلى الحالة النفسية والاجتماعية التي تعتري المساء إليهم والذين يقعون تحت تأثير المسيء فلا يبدون له رد الفعل المناسب كنوع من إظهار خيبة الأمل من ذلك المسيء وخاصة إذا كان قريباً للمساء إليه كزوج أو أب أو بحكم العلاقات الاجتماعية بينهم والتي تفرض على من يعتبر ضعيفاً الانصياع للقوي والذي يعتبره ذي سلطة روحية عليه، وكل ذلك يجعل المساء إليه محتملاً للإساءة باعتباره عارضاً أو نزوة تذهب بعد ذلك([4]).
  • استهزاء المرأة بأفعال وتصرفات الزوج وعدم احترمها له: استهانة الزوجة وعدم احترامها لزوجها ومحاولة التقليل من شأنه أمام الآخرين مما يدفعه إلى الانتقام منه بعد ذلك انتقاماً يرد فيه الإذلال ويسترد فيه كرامته، ومن نماذج التصرفات المستفزة: مجادلة الزوج وتحقير أفكاره وانتقاد تصرفاته انتقاداً لاذعاً أمام الآخرين، الأمر الذي يؤدي إلى إثارة سخرية الحاضرين من جهة وإحساس الزوج إحساساً دونياً، يثير حفيظته ويدفعه إلى الاعتداء على زوجته بالضرب انتقاماً من تحقيرها وإهانتها له أمام الناس، وقد عبر أحد الأزواج عن سبب ضربه لزوجته بقوله: لقد قامت زوجتي بتعريتي أمام الآخرين تعرية كاملة([5]).
  1.  

ثانياً: أسباب العنف الأسري التي تعود للرجل:

  1. 1.    حب التسلط والسيطرة عند الزوج: إنَّ ما يميز العنف الأسري أنه مستمر وليس حدث اً منفصلا، وأن عواقبه القريبة والبعيدة المدى تتراكم وتتفاقم باستمرار. وقد تمت دراسة آلية وديناميكية هذه الاستمرارية والعوامل المؤثرة فيها ودلت على أنه يمكن اعتبار العنف داخل الأسرة دائرة مركزها حاجة الممارس للعنف إلى المحافظة على إحساسه بالقوة والسيطرة على بقية أفرادها. فبالنسبة للشخص المعنِّف تشكل هذه الحاجة دافع ا مبرر اً لتصرفاته العنيفة التي يرمى من خلالها المحافظة على السيطرة ليس على تحركات أفراد الأسرة فقط، بل على أفكارهم وعواطفهم وجميع تصرفاتهم أيضا، ومع أنه يلجأ في معظم الأحيان إلى استعمال القوة الجسدية أو الجنسية، فانه قد يلجأ إلى طرق أخرى، كتخويفهم أو إكراههم على التصرف وفق رغباته([6]).
  2. سوء فهم الرجل للنصوص الشرعية: لحق الافضلية والقوامة والتأديب الشرعي: للوهلة الأولى يبدو للقارئ أن الدين الإسلامي أباح ضرب النساء ضربا مبرحًا. وهذا مفهوم غير دقيق لكنه شائع بين شرائح إجتماعية عدة. وسندهم في ذلك قوله تعالى: ﭿ ﭨ  ﭩ   ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ     ﭯﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ ﭾ ([7])وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: في خطبة الوداع (استوصوا  بالنساء خيرا ، فإنما هن عوان عندكم) وبناءً عليه يجد الكثير من الرجال لأنفسهم المبرر لممارسة أشكال العنف ضد المرأة بما يتناسب مع ثقافتهم التقليدية التي تحث على معاملة المرأة معاملة عنيفة وخشنة([8]).
  3. تحميل الزوجة مسؤولية تربية الأولاد: ومن الأسباب المؤدية إلى العنف إهمال الرجل تربية الأولاد بحجة كثرة انشغاله في العمل من أجل توفير لقمة العيش للأسرة وترك تربية الأولاد للمرأة وبالتالي أي تقصير أو أي تدني لمستوى الأولاد الدراسي أو السلوكي تلام عليه الزوجة لكونها لم تقم بما توجب عليها.
  4. المستوى التعليمي والاقتصادي للزوج : إيذاء الزوجة من قبل الزوج يقع على جمیع المستویات  الاقتصادية والاجتماعية ولكنه أكثر شيوعا وأشد قسوة في الطبقة الدنیا فكلما أن خفض الدخل ارتفع الإیذاء الجسدي للزوجة.، أن العلاقة بین الدخل و العنف الأسرى غیر مباشرة، حیث یتوسطها العدید من الآلیات التي تقلل من شدة الضغوط والتوتر أما الأسر ذات المصادر المرتفعة في الدخل ومستوي التعلیم لكل من الأزواج والزوجات فتنخفض فیها معدلات الإيذاء الجسد .اختلاف الزوجین في المكأنة المهنية ومستوي التعلیم المستوي الاقتصادي الصالح الزوجة یؤدي إلى ازدياد توجیه الإیذاء البدني لها من زوجها وذلك في جمیع الطبقات وبذلك نستخلص أن العنف الأسرى هو استجابة الضغوط بنائية واحباطات تنتج عن الحرم أن لكن الإحباط الناتج عن الحرم أن المادي أشد قسوة لأنه یؤدي إلى الإيذاء الجسدي للزوجة من ج أن ب الزوج الذي یفتقد الموارد المادیة التي تحقق التوقعات المعیاریة ومسئولياته تجاه أفراد أسرته فإن كان غیر قادر، عل مواجهة أعباء الأسرة وسد احتیاجاتها بسبب انخفاض مستوى تعلیمه ومكانته المهنیة ودخله أول أنه ذو مكانة اجتماعية منخفضة عن زوجته فأن الضغوط والإحباطات قد تدفعه إلي استخدام العنف مع أفراد أسرته وخاصة مع وجود معاییر لیسمح  بأن تكون الزوجة هدفا مشروعا یصب علیه غضبه وینفس فیه عن احباطاته([9]).
  5. 5.    ضعف ثقة الرجل بزوجته: وقد تكون صورة الزوجة مهزوزة في ذهن الرجل وبالتالي كثير ما يمارس الرجل العنف نتيجة لضعف ثقته بالزوجة من الممارسات التي يقوم بها الرجل مع زوجته منعها من الخروج من البيت، وإذا سمح لها يعنفها على تأخرها مثلاً ويمكن القول أن مثل هذه الممارسات تؤذي مشاعر المرأة وسرعان ما تتطور الحالة إلى عنف من نوعٍ أخر كالسب والضرب وغيره.
  6. سوء اخلاق الرجل وطباعه: إن سوء عشرة الرجل مع المرأة بسبب طباعه الجبلية تعد من اسباب تولد العنف في العائلة وقد يضطر أن تعبر المرأة عن استنكاره لبعض طبائع زوجها بشيء من التضجر وربما لا يقبل الزوج مثل هكذا فعل من زوجته فيقوم بتعنيفها بالألفاظ الجارحة أو بالأفعال العدوانية مع أن السبب الرئيس لذلك هو طباعة وميزاجيته المتقلبة وسوء تعامله اسرياً.
  7. الضعف الجنسي أو عدم القدرة الجنسية: ضعف الرجل أو عدم قدرته جنسياً يعد من الأسباب التي تؤدي إلى عدم وقوع الانسجام بين الزوجين وقد تقابل المرأة ذلك ببعض ردود الفعل ومن ثم يقوم الزوج بالرد على الزوجة بصورة من صور العنف  اللفظية أو المشاعرية أو الفعل .
  8. التمييز بين الزوجات عند تعددهن: إن قيام الرجل بتعدد الزوجات وإن كان مشروعاً لقوله تعالى( فنكحوا ماطاب لكم من النساء مثنا وثلاثا ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة…) إلا أنه يجب على الرجل ألا يميز زوجة على أخري فيقسم لأحد الزوجات أكثر من الأخرى أو ينفق على مرأة أكثر من بقية زوجاته فهذا التصرف فيه إيذاء ويجلب الكراهية مما يجعل المرأة تشعر بعدم اهتمام زوجها بها أو أنه يعاملها معاملة دونية فتبدأ بالتذمر والتشكي وسرعا ما يقابل مثل هذه التصرف غضب الزوج وتعنيفه.
  9. جهل الرجل وقلة ثقافته الدينية والقانونية: قد يكون سبب العنف الجهل الثقافي والقانوني لدى الزوج بحقوق المرأة فيرى بعض تلك التصرفات للمرأة غير مألوفة فسرعا ما يقوم بإنكارها لعدم تقبله لمثل هذة الحقوق: مثل ذلك حق المرأة بالتعلم وحقها في العمل بعض الازواج لا يعجبه خروج الزوجة أو المرأة من البيت وقد يحرمها من حقوقها كالعمل والتعليم بحجة حمايتها والمحافظة عليها إضافة إلى أنه يبرر ذلك بأنه يعطي المرأة ما يكفيها ولماذا الخروج والبعث عن العمل وغيره.

ثالثاً: أسباب العنف الأسري التي تعود للزوجين أو لأهلهما:

  1. الخلافات الأسرية بين الزوج وأهل زوجته أو العكس: قد تنشأ بعض المشاكل بين الزوج وأهل زوجته كالأب والأم مثلاً في المواقف وتقع تحسسات بينهما أو قد يكون الخلاف على تركة لم يتم تقسيمها بعد عندما تكون هناك قرابة أسرية بين أهل الزوج والزوجة أو على عمل ما فينعكس ذلك الخلاف على العائلة الصغرى المكونة من الزوج وزوجته وخاصة إذا أنحاز كل طرف لأهلة وأقاربة فينشأ نتيجة لذلك الخلاف مشاكل وعنف بين الزوجين.
  2.  تدخل أهل الزوج والزوجة في حياة الأسرة: الأصل أن تؤسس العائلة الجديدة بعيد عن العائلتين الكبيرتين للزوج والزوجة وبالتالي تتمتع بالاستقلالية في حياتها العادية مع بقاء وامتداد الاحترام والتقدير للأسر التي كانا ينتميان إليها حتى تعيش هذه الاسرة الجديدة في سعادة لكن قد يعكر صفوة هذه الأسرة تدخل أسرة الزوج والزوجة في الحياة الخاصة للزوجين مما قد يؤثر سلباً على حياة الزوجين وعلى راحتهما وسعدتهما مما قد يؤدي تدخل أهل وأقربا الزوج أو العكس إلى توتر الأخر وعصبيته وعدم رضاه بهذه الطريقة والتي لا سامح الله قد تؤجج العنف بين الزوجين.
  3. الشعور بعدم الانسجام والاستقرار الأسري والشجار على اتفه الأشياء: من أهم الأسباب التي تؤدي إلى العنف هي التنشئة الاجتماعية، كوجود الخلافات الزوجية المستمرة وعدم احترام الآخر، أو تسلط أحد الوالدين على الآخر أو على الأزواج، أو تسلط أحد الإخوة الأكبر على الأخ الأصغر، كما أن عدم تلبية الحاجات الأساسية للمرأة قد تؤدي إلى إيجاد سلوك عنيف أو عدواني أو عند الزوج نفسية وعاطفية كعدم إبراز العاطفة والحنان للمرأة، الضغوط النفسية والإحباط والتوتر والتهديد والإهانة، والعنف الأسري ليس وليداً, وإنما هو إفراز عصر كامل, أي أن من يمارس العنف اليوم هو مدفوع بدوافع داخلية شديدة جداً تراكمت منذ مراحل النمو الأولى, وخاصة الطفولة والمراهقة, حيث كان العرف يقضي بالشدة والعنف في التربية بهدف التدريب على خشونة الحياة وقسوتها, ولاسيما في البادية وفي المجتمعات القبلية التي تسودها قيم متوارثة, وهي بيئة داخلية وخارجية, جعل الإنسان يخسر أهم طاقاته، وهو القدرة على إدارة المشاعر، والتحكم القوي في توجيهها وضبطها، وقد قال عليه والصلاة والسلام: “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”([10]).
  4. اختلاف العادات والتقاليد للزوجين وأهليهما: للعادات والتقاليد دور جذري في تأجيج الصراع في المنزل العائلي والذي بدوره ينعكس على المرأة بصورة عنف خاصة إذا كان الجل ممن ينتمي إلى مجتمع يدعم تسلط الرجال وأن القول له ولاصوت يعلو على صوته فمثل هذه “التقاليد والأعراف التي تدعم سطوة الرجال على النساء والأطفال من داخل العائلة والتي تحمل الرجال مسؤولية تربية وتأديب الأطفال والنساء، وتعطيهم الحق في استعمال القوة المطلوبة لفعل ذلك، على خلاف مبدأ الحماية والقوامة الذي يوجب على الرجل الإنفاق وتأمين الحماية للأسرة في إطار من الرفق والرحم”([11]).
  5. الاختلاف الفكري والثقافي والتربوي للزوجين وأهليهما:  نتيجة لتعرف الأسر على بعضهما عن طريق الصدفة واستجابتهما لتوطيد العلاقات الاسرية عن طريق زواج الابناء  تقع نتيجة لهذا التسرع والاستعجال مشاكل مستقبلية وبالأخص إذا اختلفت مشارب الأسريتين  الفكرية والثقافية والتربوية كأن يكون الزوج من أسرة محافظة والزوجة من اسرة منفتحة، ونتج عن هذا التنوع اختلاف الزوجين كثيراً في تفاصيل الحياة العائلية مما يجعل الزوج دائماً ما يعنف الزوجة على قيامها ببعض التفاصيل الحياتية  التي ترها من وجهة نظرها أمور عادية لا تستحق تعنيف الرجل لها وتعد الزوجة توجيه الرجل لها شيء من المبالغة والإيذاء والمضايقة لها بينما يرى الزوج عكس ذلك نظراً للاختلاف الفكري والتربوي .
  6. عدم التكافؤ بين الزوجين: إن عدم تكافئ الزوجين في أمور عدة، منها العمر، يؤدي أحياناً إلى ممارسة العنف الأسري، فالفارق العمري بين الأزواج، يؤدي إلى عدم الانسجام والتفاهم والاختلاف في وجهات النظر، كما يؤدي لحدوث كثير من المشاكل والخلافات الزوجية، كذلك عدم التكافؤ في دخل الزوج والزوجة، بحيث يكون دخل الزوجة أعلى من دخل الزوج، ومكانتها الوظيفية أعلى، مما يشعر الزوج بالحساسية الشديدة، على اعتبار أنه المسؤول الأول عن الزوجة والأولاد، ومسؤوليته تشمل توفير جميع احتياجات البيت، كما أن التفاوت في المستوى العلمي والفكري والثقافي بين الزوجين يخلق خلاف اً كبيراً بينهما، وجواً مشحوناً بالمشكلات، قال أحد الحكماء”: إن من أعظم البلايا مصاحبة من لا يوافقك ولا يفارقك”، من هنا كان الزواج الناجح هو الزواج الذي يتكافأ فيه الزوجان مادياً وفكرياً واجتماعي([12]).
  7. الثقافة الاسرية اليومية القائم علىة ترسيخ العنف ضد المرأة: إن معظم أشكال العنف في المجتمع تغذى ثقافيا ويعاد إنتاجها على صعيد الحياة اليومية ضمن نطاق الأسرة. فالتنشئة الاجتماعية للمرأة في ثقافتنا التقليدية السائدة تخضعها لمنظومات قيمية تستند في جوهرها إلى أفكار بدوية، تعكس ذكورية السلطة.  لذا فإن تلك التنشئة تعمل على إنتاجها أو إعادة إنتاجها إلى الحد الذي تدافع المرأة فيها عن معنفها وتتنازل فيها عن حقوقها. فضلا عن أن نسبة عالية من النساء لا تعي حقوقها، مما يجعلها قابلة للعنف الذي يمارس ضدها من دون أي احتجاج سواء أكان ذلك العنف نفسيا أم بدنيا أم جنسيا أم اقتصاديا، والعنف ضد المرأة داخل الأسرة تمتد أشكاله إذًا عبر دورة حياتها من العنف قبل الولادة وحتى بعد بلوغها([13]).

رابعاً: أسباب أخرى تؤدي للعنف الأسري:

 وهناك أسباب أخرى تؤدي للعنف الأسري ضد المرأة منها:

  1. الدور السلبي المتمثل بالبيئة والمجتمع والتي تصور للزوج فعل العنف، وكأنه أمر طبيعي لا تخلو منه أي أسرة أو مجتمع. وقد يكون الزوج  قد تربى على العنف منذ صغره، مما يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنيته، ويجعله أكثر تقبلاً لممارسة هذا العنف في المستقبل. وذلك الاعتقاد بأن في ضرب الزوجة إصلاحاً، أو أن ضرب الزوجة يرتبط بإثبات الرجولة وفرض الهيبة، وأن استخدام الضرب سيجعل المرأة أكثر طاعة للزوج وتنفيذاً لأوامره.
  2. المشكلات المعيشية: من بطالة وفقر وديون، والظروف الصعبة، ويحدث هذا إذا كان أصحابها ليس من أهل الصبر والقناعة والرضا، وما إلى ذلك من أمور تزيد من الضغوط النفسية، وتزداد المشاكل، ويكون الحل هو العنف واستخدام القوة داخل الأسرة.
  3. عدم التناسب بين الزوجين من الناحية الفكرية: وبالأخص من جانب المرأة حيث تكون هي متعلمه ويكون زوجها جاهلاً، حينئذ يعوض الزوج الجاهل باستعراض عضلاته واستعمال القوة والهيمنة والعنف.
  4. الإدمان على تعاطي الممنوعات: تعد المخدرات وغيرها، من الأشياء المحرمة وطنيا وإقليمياً ودوليا لما لهذه الممنوعات من تأثيرات سلبية على الفرد نفسة وعلى الأسرة والمجتمع وبلا ريب أن من يتعاطى مثل هذه المواد تضطرب نفسة ويختل عقله مما يجعله يتصرف بعنف وعدوانية نتيجة وقوعه تحت تأثير المخدرات ومما من شك أنه سوف تتسم تصرفاته بالعنف على أفراد اسرته خاصة وعلى أفراد المجتمع عامة ولا نشك أن شريكته(الزوجة) ستتلقى النصيب الأوفر خاصة في حال طلبها لبعض ما يحتاجه من ثمن شراء هذه المواد الممنوعة ناهيك عن انتقاد المرأة له ولتصرفاته كإهماله للأبناء وللنفقات اللازمة لها ولأولادها وأضف إلى سهره مع زملائه وطرقه المنزل في ساعات متأخرة فكل هذا يمثل ايذاء وعنف للمرأة مع اخذ بعين الاعتبار ما يتلفظ بع من اللفاظ نابية تسيء للمرأة وتقصيره بالإشباع العاطفي بل وعلى العكس يضيف إلى هذا التقصير تحمل المرأة مسؤولية البيت والأولاد. 
  5. التأثر بما تعرضه وسائل الإعلام: إن مشاهدة الأفلام العنيفة قد تدفع الزوج إلى تطبيق ما رأى على أسرته، وقد أثبتت الدراسات خطأ هذه النظرية إذ إن التعرض لوسائل الإعلام التي تعرض الممارسات العنيفة لا تنفس عن الفرد بقدر ما تدفعه وتحرضه على ممارسة السلوك العنيف([14]).

 ([1]) لجنة د. الحديدي واخرون، مؤمن وآخرين دليل اجراءات الرعاية الصحية لحالات العنف الأسري ضد المرأة، معتمد من وزارة الصحة، الإردن، ص27.

 ([2])لجنة د. الحديدي واخرون، مرجع سابق، ص27.

([3])عبد الحميد محمد علي، العنف ضد الأطفال، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، 2009، ص103.

([4])المجلس الوطني لشؤون الأسرة منظمة الصحة العالمية، الصحة والعنف،2005ص33.

([5]) أحمد بن محمد، مشكلة العنف الأسري وحلها في ضوء مقاصد الشريعة، Jurnalpengajianislam, fakultipengajianperadaban islam,9/11/2016, 7126.

 ([6]) لجنة د. الحديدي واخرون، مرجع سابق، ص26.

([7])سورة النساء: آية٣٤.

 ([8]) د. الجاسم، فريدة، العنف الأسري ضد المرأة وآليات الحماية المؤسسية ص13.

 ([9]) خضر، زینب وأخريات، أسباب العنف وآثاره على المجتمع المصري ٢٠٠٩- ٢٠٠٨ص،25،26.

([10]) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1949م، ج8، ص28.

([11])  د. لجنة منهم الحديدي، مؤمن وآخرين دليل اجراءات الرعاية الصحية لحالات العنف الأسري ضد المرأة، معتمد من وزارة الصحة، الإردن، ص24.

([12])حسين، محمد ، أسباب العنف الأسري ودوافعه، مقدم إلى مؤتمر العنف الأسري من منظور إسلامي قانوني ، جامعة النجاح نابلس 2012م، ص16.

 ([13]) د. الجاسم، فريدة، العنف الأسري ضد المرأة وآليات الحماية المؤسسية ص11.

([14]) الحضيف، محمد، كيف تؤثر وسائل الإعلام، مكتبة العبيكان، الرياض، 1994، ص73.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.